فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أُوْلَـٰٓئِكَ يُؤۡتَوۡنَ أَجۡرَهُم مَّرَّتَيۡنِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ} (54)

والإشارة بقوله : { أولئك يُؤْتُونَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ } إلى الموصوفين بتلك الصفات ، والباء في { بِمَا صَبَرُواْ } للسببية : أي بسبب صبرهم وثباتهم على الإيمان بالكتاب الأول والكتاب الآخر ، وبالنبيّ الأوّل والنبيّ الآخر { وَيَدْرَءُونَ بالحسنة السيئة } الدرء : الدفع ، أي يدفعون بالاحتمال والكلام الحسن ما يلاقونه من الأذى .

وقيل : يدفعون بالطاعة المعصية . وقيل : بالتوبة ، والاستغفار ، من الذنوب . وقيل : بشهادة أن لا إله إلاّ الله الشرك { وَمِمَّا رزقناهم يُنفِقُونَ } أي ينفقون أموالهم في الطاعات وفيما أمر به الشرع .

/خ57