الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ يُؤۡتَوۡنَ أَجۡرَهُم مَّرَّتَيۡنِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ} (54)

وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنيس رضي الله عنه في قوله { أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا } قال : هؤلاء قوم كانوا في زمان الفترة متمسكين بالإِسلام ، مقيمين عليه ، صابرين على ما أوذوا ، حتى أدرك رجال منهم النبي صلى الله عليه وسلم .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : لما أتى جعفر وأصحابه النجاشي أنزلهم ، وأحسن إليهم ، فلما أرادوا أن يرجعوا قال من آمن من أهل مملكته : ائذن لنا فلنصحب هؤلاء في البحر ، ونأتي هذا النبي فنحدث به عهداً ، فانطلقوا فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فشهدوا معه أحداً وخيبر ولم يصب أحد منهم فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : ائذن لنا فلنأت أرضنا فإن لنا أموالاً فنجيء بها فننفقها على المهاجرين ، فانا نرى بهم جهداً ، فأذن لهم فانطلقوا ، فجاؤوا بأموالهم فأنفقوها على المهاجرين ، فأنزلت فيهم الآية { أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون } .

وأخرج ابن ابن أبي شيبة وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه قال : إن قوماً من المشركين أسلموا فكانوا يؤذونهم ، فنزلت هذه الآية فيهم { أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا } .