اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أُوْلَـٰٓئِكَ يُؤۡتَوۡنَ أَجۡرَهُم مَّرَّتَيۡنِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ} (54)

قوله : { أولئك يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَرَّتَيْنِ } منصوب على المصدر{[40544]} ، و «بِمَا صَبَرُوا » ما مصدرية{[40545]} والباء متعلق ب{[40546]} يؤتون{[40547]} ( أَوْ بنفس الأجر . ومعنى «مَرَّتَيْنِ » أي : بإيمانهم بمحمد قيل بعثته{[40548]} ، وقيل : يُؤْتَوْن أَجْرَهُمْ ){[40549]} مرتين لإيمانهم بالكتاب الأول وبالكتاب الآخر{[40550]} ، وقيل : لإيمانهم بالأنبياء الذين كانوا قبل محمد - عليه السلام {[40551]}- ومرَّة بإيمانهم بمحمد - صلى الله عليه وسلم {[40552]}- وقال مقاتل : لما آمنوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - شتمهم المشركون ، فصفحوا عنهم فلهم{[40553]} أجران ، أجر على الصفح وأجر على الإيمان{[40554]} ، وقوله «بِمَا صبَرُوا » أي على دينهم ، قال مجاهد : نزلت في قوم من أهل الكتاب أسْلَمُوا فأوذُوا{[40555]} .

قوله : { وَيَدْرَءُونَ بالحسنة السيئة } أي بالطاعة المعصية المتقدمة ، قال ابن عباس : يدفعون بشهادة أن لا إله إلا الله الشرك{[40556]} ، وقال مقاتل{[40557]} : يدفعون ما سمعوا من الأذى والشتم من المشركين بالصفح والعفو{[40558]} ، وَممّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون ، في الطاعة .


[40544]:انظر التبيان 2/1023.
[40545]:ما: سقط من ب.
[40546]:في ب: بنفس.
[40547]:في ب: يؤتون أجرهم مرتين.
[40548]:انظر الفخر الرازي 24/262.
[40549]:ما بين القوسين سقط من ب.
[40550]:انظر البغوي 6/351.
[40551]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[40552]:في ب: عليه الصلاة والسلام، وانظر الفخر الرازي 24/262.
[40553]:في ب: فلم.
[40554]:انظر الفخر الرازي 24/262.
[40555]:انظر البغوي 6/351.
[40556]:المرجع السابق.
[40557]:في ب: وقال تعالى. وهو تحريف.
[40558]:انظر البغوي 6/351.