فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أُوْلَـٰٓئِكَ يُؤۡتَوۡنَ أَجۡرَهُم مَّرَّتَيۡنِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ} (54)

{ أولئك } أي : الموصوفون بتلك الصفات { يؤتون أجرهم مرتين } بإيمانهم بالكتاب منصوب على المصدر .

قال ابن عباس : نزلت عشرة رهط ، أنا أحدهم . أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين ، رجل من أهل الكتاب آمن بالكتاب الأول والآخر ورجل كانت له أمة فأدبها فأحسن تأديبها ، ثم أعتقها وتزوجها ، وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده " .

{ بما صبروا } أي : بسبب صبرهم وثباتهم على الإيمان بالكتاب الأول والكتاب الآخر . وبالنبي الأول والنبي الآخر ، أو بالعمل بهما أو على الإيمان بالقرآن قبل النزول وبعده أو بصبرهم على أذى المشركين ، وأهل الكتاب ، ومن عداهم من أهل دينهم .

{ ويدرأون بالحسنة السيئة } الدرء الدفع أي : يدفعون بالاحتمال ، والكلام الحسن ، ما يلاقونه من الأذى ، وقيل يدفعون بالطاعة ، المعصية ، وقيل : بالتوبة والاستغفار ، الذنوب وقيل : بالحلم ، الأذى ، وقيل بشهادة أن لا إله إلا الله ، الشرك .

{ ومما رزقناهم ينفقون } أي : ينفقون أموالهم في الطاعات ، وفيما أمر به الشرع ، ثم مدحهم سبحانه بإعراضهم عن اللغو فقال :