غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أُوْلَـٰٓئِكَ يُؤۡتَوۡنَ أَجۡرَهُم مَّرَّتَيۡنِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ} (54)

43

وفي قوله { يؤتون أجرهم مرتين } أقوال بصبرهم على الإيمان بالتوراة والإيمان بالقرآن أو بصبرهم على أذى المشركين وعلى أذى أهل الكتاب ، أو بصبرهم على الإيمان بالقرآن قبل نزوله وعلى الإيمان به بعد نزوله وهذا أقرب ، لأنه لما بين أنهم آمنوا بعد البعثة وبين أنهم كانوا مؤمنين به قبل البعث ثم اثبت لهم الأجر مرتين وجب أن ينصرف إلى ذلك . { ويدرءون بالحسنة } وهي الطاعة { السيئة } وهي المعاصي المتقدمة أي يدفعون بالحلم الأذى . يروى أنهم لما أسلموا لعنهم أبو جهل فسكتوا عنه . وقال السدي : عاب اليهود عبد الله بن سلام وشتموه وهو يقول : سلام عليكم . مدحهم بالإيمان ثم بالطاعات البدنية ومكارم الأخلاق ، ثم بالطاعات المالية وهو الإنفاق مما رزقهم .ثم بالتحمل والتواضع .

/خ70