قوله تعالى { ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون }
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { ومن نعمره ننكسه في الخلق } يقول : من نمد له في العمر ننكسه في الخلق ، { لكيلا يعلم بعد علم شيئا } ، يعني : الهرم .
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى { ننكسه في الخلق } أي نقلبه فيه فنخلقه على عكس ما خلقنا من قبل ، وذلك أنا خلقناه على ضعف في جسده ، وخلو من عقل وعلم ، ثم جعلناه يتزايد وينتقل من حال إلى حال ، ويرتقي من درجة إلى درجة إلى أن يبلغ أشده ويستكمل قوته وبعقل ويعلم ماله وما عليه ، فإذا انتهى نكسناه في الخلق ، فجعلناه يتناقص حتى يرجع في حال شيبة كحال الصبي في ضعف جسده وقلة عقله وخلوه من العلم ، وأصل معنى التنكيس : جعل أعلى الشيء أسفله . وهذا المعنى الذي دلت عليه هذه الآية الكريمة جاء موضحا في غير هذا الموضع كقوله تعالى { الله الذي خلكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة } الآية ، وقوله تعالى { لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين } الآية على أحد التفسيرين ، وقوله تعالى في الحج { ومنكم من رد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.