فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمَن نُّعَمِّرۡهُ نُنَكِّسۡهُ فِي ٱلۡخَلۡقِۚ أَفَلَا يَعۡقِلُونَ} (68)

{ وَمَن نّعَمّرْهُ نُنَكّسْهُ في الخلق } قرأ الجمهور { ننكسه } بفتح النون الأولى ، وسكون الثانية ، وضم الكاف مخففة . وقرأ عاصم ، وحمزة بضم النون الأولى ، وفتح الثانية ، وكسر الكاف مشدّدة . والمعنى : من نطل عمره نغير خلقه ، ونجعله على عكس ما كان عليه أوّلاً من القوّة والطراوة . قال الزجاج المعنى : من أطلنا عمره نكسنا خلقه ، فصار بدل القوّة الضعف ، وبدل الشباب الهرم ، ومثل هذه الآية قوله سبحانه : { وَمِنكُمْ مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ العمر لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً } [ الحج : 5 ] ، وقوله : { ثُمَّ رددناه أَسْفَلَ سافلين } [ التين : 5 ] ، ومعنى { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أفلا تعلمون بعقولكم أن من قدر على ذلك قدر على البعث والنشور . قرأ الجمهور : " يعقلون " بالتحتية . وقرأ نافع وابن ذكوان بالفوقية على الخطاب .

/خ70