اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمَن نُّعَمِّرۡهُ نُنَكِّسۡهُ فِي ٱلۡخَلۡقِۚ أَفَلَا يَعۡقِلُونَ} (68)

قوله : { وَمَن نّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الخلق } قرأ عاصم وحمزة بضم النون الأولى وفتح الثانية وكسر الكاف مشددة من نَكَّسَهُ مبالغة{[46573]} ، والباقون بفتح الأولى وتسكين الثانية وضم الكاف{[46574]} ، خفيفة من نَكَسَهُ . وهي محتملة للمبالغة وعدمها . وقَدْ تقدم في الأنعام أن نافعاً وابْنَ ذكوان قرءا «تعقلون » والباقون بالغَيْبَة{[46575]} .

فصل{[46576]}

معنى ننكسه نَرُدُّه إلى أرْذَلِ العمر شبْهَ الصَّبِيِّ في أول الخلق ، وقيل : ننكسه في الخلق أي ضعف جوارحه بعد قوتها ونقصانها بعد زيادتها «أفلا يعقلون » فيعتبرون{[46577]} ، ويعلمون أن الذي قَدرَ على تَصْريف أحوال الإنسان يقدر على البعث بعد الموت .


[46573]:من القراءات المتواترة السبعية انظر: النشر 2/355 وتقريبه 865 وحجة ابن خالويه 399 والسبعة 543 ومعاني الفراء 2/381 والسمين 4/532. والمبالغة تجيء من التضعيف فقد قالوا: زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى.
[46574]:انظر ما سبق من مراجع.
[46575]:من الآية 32 من الأنعام: {وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون}.
[46576]:معالم التنزيل للبغوي 6/14 و 15.
[46577]:في ب أفلا تعقلون فتعتبرون وتعلمون بالتاء.