بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمَن نُّعَمِّرۡهُ نُنَكِّسۡهُ فِي ٱلۡخَلۡقِۚ أَفَلَا يَعۡقِلُونَ} (68)

قوله عز وجل : { وَمَن نّعَمّرْهُ } يعني : من أطلنا عمره في الدنيا { نُنَكّسْهُ في الخلق } يعني : نرده إلى أرذل العمر ، فلا يعقل فيه كعقله الأول . قرأ حمزة وعاصم في رواية أبي بكر { نُنَكّسْهُ } بضم النون الأولى ، ونصب الثانية ، وكسر الكاف مع التشديد . وقرأ الباقون : { نُنَكّسْهُ } بنصب النون الأولى ، وجزم الثانية ، وضم الكاف ، والتخفيف ، ومعناهما واحد . يقال : نكسَه ونكسَّه وأنكسه بمعنى واحد . ومعناه : من أطلنا عمره ، نكسنا خلقه . فصار بدل القوة ضعفاً . وبدل الشباب هرماً . وقرأ عاصم في رواية أبي بكر مكاناتهم وقرأ الباقون { مكانتهم } والمكانة والمكان واحد . مثل المنزل والمنزلة والمكانات جمع المكانة .

ثم قال : { أَفَلاَ يَعْقِلُونَ } يعني : أفلا تفهمون أن الله هو الذي يفعل ذلك ، فتوحدوه ، وليس لمعبودهم قدرة على ذلك . قرأ نافع ، وابن عامر ، وأبو عمرو : { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } بالتاء ، على معنى المخاطبة . وقرأ الباقون بالياء على معنى الخبر . وقرأ عاصم ، وأبو عمرو ، وحمزة : { وَأَنِ اعبدوني } بالياء . وقرأ الباقون : بغير ياء . لأن الكسر يدل عليه .