غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَمَن نُّعَمِّرۡهُ نُنَكِّسۡهُ فِي ٱلۡخَلۡقِۚ أَفَلَا يَعۡقِلُونَ} (68)

45

وحين قطع الأعذار بسبق الإنذار وذلك في قوله { ألم أعهد إليكم } شرع في قطع عذر آخر للكافر وهو أن يقول : لم يكن لبثنا في الدنيا إلا يسيراً ولو عمرتنا لما وجدت منا تقصيراً فقال الله تعالى : { ومن نعمره ننكسه في الخلق } كقوله { ومنكم من يرد إلى أرذل العمر } [ الحج : 5 ] { أفلا تعقلون } أنكم كلما دخلتم في السن ضعفتم وقد عمرتم ما تمكنتم فيه أن النظر والعمل ، ومن لم يأت بالواجب في زمان الإمكان لم يأت به في زمن الأزمان . وعن بعضهم :

طوى العصران ما نشراه مني *** فأبلى جدّتي نشر وطيّ

أراني كل يوم في انتقاص*** ولا يبقى على النقصان شيّ

وقال آخر :

أرى الأيام تتركني وتمضي *** وأوشك أنها تبقى وأمضي

علامة ذاك شيب قد علاني *** وضعف عند إبرامي ونقضي

وما كذب الذي قد قال قبلي *** إذا ما مر يوم مر بعضي

وحيث بين أصل الوحدانية والحشر في هذه السورة مرات أقربها قوله { وأن اعبدوني } وقوله { هذه جهنم } إلى آخرها .

/خ83