النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمَن نُّعَمِّرۡهُ نُنَكِّسۡهُ فِي ٱلۡخَلۡقِۚ أَفَلَا يَعۡقِلُونَ} (68)

قوله عز وجل : { ومَن نعمِّره ننكِّسهُ في الخَلْق } في قوله { نعمره } قولان :

أحدهما : بلوغ ثمانين سنة ، قاله سفيان .

الثاني : هو الهرم ، قاله قتادة . وفي قوله تعالى { ننكِّسْه } تأويلان :

أحدهما : نردُّه في الضعف إلى حال الضعف فلا يعلم شيئاً ، قاله يحيى بن سلام .

الثاني : نغير سمعه وبصره وقوته ، قاله قتادة .

و { في الخلق } وجهان :

أحدهما : جميع الخلق ويكون معناه : ومن عمرناه من الخلق نكسناه في الخلق .

والوجه الثاني : أنه عنى خلقه ، ويكون معنى الكلام : من أطلنا عمره نكسنا خلقه ، فصار مكان القوة الضعف ، ومكان الشباب الهرم ، ومكان الزيادة النقصان .

{ أفلا تعقلون{[2317]} } أن من فعل هذا بكم قادر على بعثكم .


[2317]:تعقلون: بتاء المضارعة هذه قراءة نافع وابن ذكوان، وقرأ الباقون يعقلون بالياء وهي التي في مصاحفنا المتداولة.