التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلۡأَنفُسَ حِينَ مَوۡتِهَا وَٱلَّتِي لَمۡ تَمُتۡ فِي مَنَامِهَاۖ فَيُمۡسِكُ ٱلَّتِي قَضَىٰ عَلَيۡهَا ٱلۡمَوۡتَ وَيُرۡسِلُ ٱلۡأُخۡرَىٰٓ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمًّىۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (42)

قوله تعالى { الله يتوفى الأنفس حين موتها } .

قال البخاري : حدثنا قبيصة ، حدثنا سفيان ، عن عبد الملك ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا آوى إلى فراشه قال : باسمك أموت وأحيا . وإذا قام قال : الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور " .

( الصحيح 11/117ح 6312- ك الدعوات ، ب ما يقول إذا نام ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي ، في قوله { الله يتوفى الأنفس حين موتها } قال : تقبض الأرواح عند نيام النائم ، فتقبض روحه في منامه ، فتلقى الأرواح بعضها بعضا أرواح الموتى وأرواح النيام ، فتلقى فتسائل ، قال ، فيخلى عن أرواح الأحياء ، فترجع إلى أجسادها ، وتريد الأخرى أن ترجع ، فيحبس التي قضى عليها الموت ، ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ، قال : إلى بقية آجالها .

قال ابن كثير : ثم قال تعالى مخبرا عن نفسه الكريمة بأنه المتصرف في الوجود بما يشاء ، وأنه يتوفى الأنفس الوفاة الكبرى ، بما يرسل من الحفظة الذي يقبضونها من الأبدان . والوفاة الصغرى عند المنام كما قال تعالى : { وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون وهو القاهر فوق عباده عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون } . فذكر الوفاتين : الصغرى ثم الكبرى . وفي هذه الآية ذكر الكبرى ثم الصغرى .