{ الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون( 42 ) } .
يغمر الله نفوس الأحياء عند النوم بما يحبسها عن التصرف فكأنها مقبوضة ، وما قبضه الله من أرواحهم في حالة الموت فلا يعود إلى يوم القيامة بل يمسكه الله إلى اليوم الموعود ، فإذا يقبض الله الروح في حالين ، في حالة النوم وفي حالة الموت ؛ مما قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : يمسك أنفس الأموات ويرسل أنفس الأحياء . . اه . ومما أورد ابن كثير : . . المتصرف في الوجود بما يشاء . . يتوفى الأنفس الوفاة الكبرى بما يرسل من الحفظة الذين يقبضونها من الأبدان ؛ والوفاة الصغرى عند المنام ، كما قال تبارك وتعالى : { وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون . وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون }{[3973]} .
أقول : وبهذا يمكن أن يفهم ما أشار إليه قول الحق-تبارك اسمه- { إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليّ . . }{[3974]}وأنها الوفاة الصغرى التي تعني النوم ، وأنه عليه السلام لم يُقْتَلْ وما مات : { بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما } . {[3975]}
والمتدبر لهدى النبي صلى الله عليه وسلم يستشعر أن النوم نوع من مفارقة الروح ؛ أخرج البخاري عن حذيفة قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده ، ثم يقول : ( اللهم باسمك أموت وأحيا ) وإذا استيقظ قال : ( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ) ، وأخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخذ داخلة إزاره فلينفض بها فراشه وليسم الله فإنه لا يعلم ما خلفه بعد على فراشه فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقه الأيمن وليقل باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فاغفر لها )-وقال البخاري وابن ماجه والترمذي " فارحمها " بدل " فاغفر لها " ( وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ) . إن في قبض الله الحي القيوم-نفس النائم والميت وحبسه نفس الميت لعبرا وبرهانا على اقتدار المولى الذي بيده الموت والحياة ، ومدّكرا لمن يتبصر ويتذكر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.