التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن وَلِيّٖ مِّنۢ بَعۡدِهِۦۗ وَتَرَى ٱلظَّـٰلِمِينَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَ يَقُولُونَ هَلۡ إِلَىٰ مَرَدّٖ مِّن سَبِيلٖ} (44)

قوله تعالى { ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مردٍّ من سبيل } .

قال ابن كثير : يقول تعالى مخبرا عن نفسه الكريمة : إنه ما شاء كان ولا راد له ، وما لم يشأ لم يكن فلا موجد له ، وأنه من هداه فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، كما قال : { ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا } . ثم قال مخبرا عن الظالمين ، وهم المشركون بالله { لما رأوا العذاب } أي : يوم القيامة يتمنون الرجعة إلى الدنيا { يقولون هل إلى مردّ من سبيل } كما قال تعالى : { ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون } .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي في قوله { هل إلى مردّ من سبيل } يقول : إلى الدنيا .