الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن وَلِيّٖ مِّنۢ بَعۡدِهِۦۗ وَتَرَى ٱلظَّـٰلِمِينَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَ يَقُولُونَ هَلۡ إِلَىٰ مَرَدّٖ مِّن سَبِيلٖ} (44)

ثم قال : { ومن يضلل الله فماله من ولي من بعده } أي : ومن يخذله الله فلا يوقفه إلى الهدى فليس له من ولي يوليه فيهديه من بعد إضلال الله له .

ثم قال : { وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون إلى مرد من سبيل } ، هذا مثل قوله : { ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا }{[61053]} استعتبوا في غير حين استعتاب ، وسألوا{[61054]} الرجوع إلى الدنيا حين{[61055]} لا يقبل منهم ، وبادروا إلى التوبة حين لا تنفعهم{[61056]} .

( ومن ) في{[61057]} قوله : { ولمن صبر } مبتدأ ، والخبر : ( إن ذلك لمن عزم الأمور . . . ) الجملة . وثم محذوف ، فيه ضمير يعود على المبتدأ والتقدير : إن ذلك منه{[61058]} لمن عزم الأمور{[61059]} . ( ومثل هذا ){[61060]} قول العرب : ( البُرُّقَفِيزَان{[61061]} بدرهم ){[61062]} أي : قفيزان منه بدرهم . والتقدير : إن ذلك لمن عزم الأمور له .


[61053]:السجدة آية 12.
[61054]:(ت): وسألوه.
[61055]:ساقط من (ت).
[61056]:(ح): لا ينفعهم.
[61057]:فوق السطر في (ت).
[61058]:فوق السطر في (ت).
[61059]:انظر مشكل إعراب القرآن 2/647.
[61060]:(ح): وهو مثل.
[61061]:(ح): قفيزان منه.
[61062]:انظر إعراب النحاس 4/90. والقفيز مكيال يتواضع الناس عليه، انظر النهاية في غريب الحديث 3/300 (مادة: قفز)، واللسان (مادة: قفز).