تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن وَلِيّٖ مِّنۢ بَعۡدِهِۦۗ وَتَرَى ٱلظَّـٰلِمِينَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَ يَقُولُونَ هَلۡ إِلَىٰ مَرَدّٖ مِّن سَبِيلٖ} (44)

الآية 44 وقوله تعالى : { ومن يُضلل الله فما له من وليّ من بعده } أي من أضله الله لما آثر ولاية الشيطان فلا{[18786]} وليّ له سواه بعده يرشده ، وهو كما قال : { إنما سلطانه على الذين يتولّونه } [ النحل : 100 ] أخبر أن سلطان الشيطان علة من{[18787]} يتولاّه .

وقوله عز وجل : { وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مردّ من سبيل } قال أهل التأويل : أي هل إلى رجوع الدنيا من سبيل ؛ يقولون : يسألون ربهم الرجوع إلى الدنيا .

والأشبه أن يكون سؤالهم الرجوع إلى المِحنة التي امتُحنوا في الدنيا قبل موتهم ، أي سألوا أن يكلّفهم ، ويمتحنهم في الآخرة ليُظهروا الطاعة لله تعالى في أوامره ونواهيه ، والله أعلم .


[18786]:الفاء ساقطة من الأصل وم.
[18787]:في الأصل وم: ما.