السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن وَلِيّٖ مِّنۢ بَعۡدِهِۦۗ وَتَرَى ٱلظَّـٰلِمِينَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَ يَقُولُونَ هَلۡ إِلَىٰ مَرَدّٖ مِّن سَبِيلٖ} (44)

{ ومن يضلل الله } أي : الذي له صفات الكمال بأن لم يوفقه { فما له من ولي } أي : يتولى أمره في الهداية بالبيان لما أخفاه الله تعالى عنه { من بعده } أي : بعد إضلال الله تعالى له ، وهذا صريح في جواز أن الإضلال من الله تعالى وأن الهداية ليست في مقدر أحد سوى الله تعالى وقال تعالى : { وترى الظالمين } موضع وتراهم لبيان أن الضال لا يضع شيئاً في موضعه .

ولما كان عذابهم حتماً عبر عنه بالماضي فقال : { لما رأوا العذاب } أي : يوم القيامة المعلوم مصير الظالم إليه { يقولون } أي : مكررين لما اعتراهم من الدهش وغلب على قلوبهم من الوجل { هل إلى مرد } أي : إلى دار العمل { من سبيل } أي : طريق فيتمنون حينئذ الرجوع إلى الدنيا لتدارك ما فات من الطاعات الموجبة للنجاة .