فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن وَلِيّٖ مِّنۢ بَعۡدِهِۦۗ وَتَرَى ٱلظَّـٰلِمِينَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَ يَقُولُونَ هَلۡ إِلَىٰ مَرَدّٖ مِّن سَبِيلٖ} (44)

{ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ } أي يخذله { فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ } أي فما له من أحد يلي هدايته وينصره ، وظاهر الآية العموم ، وقيل هي خاصة بمن أعرض عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعمل بمن دعاه إليه من الإيمان بالله والعمل بما شرعه الله والمودة في القربى ، أي فمن أضله الله عن هذه الأشياء فلا يهديه هاد ، قاله القرطبي والأول أولى .

{ وَتَرَى } الخطاب في الموضعين لكل من تتأتى منه الرؤية والرؤية فيهما بصرية ، والجملة الواقعة بعد كل منهما حالية { الظَّالِمِينَ } أي المشركين المكذبين بالبعث { لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ } أي حين نظروا النار ، وقيل نظروا ما أعده الله لهم عند الموت ، واختير لفظ الماضي للتحقيق { يَقُولُونَ : هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ } أي هل إلى الرجعة إلى الدنيا من طريق ؟ .