التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{أَيُشۡرِكُونَ مَا لَا يَخۡلُقُ شَيۡـٔٗا وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ} (191)

قوله تعالى : { أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون }

قال ابن كثير : هذا إنكار على المشركين الذين عبدوا مع الله غيره ، من الأنداد والأصنام والأوثان ، وهي مخلوقة لله مربوبة مصنوعة ، لا تملك شيئاً من الأمر ، ولا تضر ولا تنفع ، ولا تنتصر لعابديها ، بل هي جماد لا تتحرك ولا تسمع ولا تبصر ، وعابدوها أكمل منها بسمعهم وبصرهم وبطشهم ، ولهذا قال { أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون } أي : أتشركون به من المعبودات ما لا يخلق شيئاً ولا يستطيع ذلك ، كما قال تعالى { يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ، ضعف الطالب والمطلوب . ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز } أخبر تعالى أنه لو اجتمعت آلهتهم كلها ما استطاعوا خلق ذبابة ، بل استلبتهم الذبابة شيئاً من حقير المطاعم وطارت ، لما استطاعوا إنقاذ ذلك منها ، فمن هذه صفته وحاله كيف يعبد ليرزق ويستنصر ؟ . ولهذا قال تعالى { لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون } أي : بل هم مخلوقون مصنوعون .