التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَبَيۡنَهُمَا حِجَابٞۚ وَعَلَى ٱلۡأَعۡرَافِ رِجَالٞ يَعۡرِفُونَ كُلَّۢا بِسِيمَىٰهُمۡۚ وَنَادَوۡاْ أَصۡحَٰبَ ٱلۡجَنَّةِ أَن سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡۚ لَمۡ يَدۡخُلُوهَا وَهُمۡ يَطۡمَعُونَ} (46)

قوله تعالى : ( وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطعمون )

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( وبينهما حجاب ) ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة : أن بين أهل الجنة ، وأهل النار حجابا يوم القيامة ، و لم يبين هذا الحجاب هنا ، ولكنه بينه في سورة الحديد بقوله ( فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ) الآية .

وانظر حديث ابن عمر في سورة الروم آية ( 52 ) وفيه : وقف النبي صلى الله عليه وسلم على قليب بدر فقال : " هل وجدتم ما وعد ربكم حقا " .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي ( وبينهما حجاب ) وهو " السور " وهو " الأعراف " .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : ( الأعراف ) سور بين الجنة والنار .

قال الطبري بعد أن ساق أقوالا : والصواب من القول في أصحاب الأعراف أن يقال كما قال الله جل ثناؤه فيهم : هم رجال يعرفون كلا من أهل الجنة وأهل النار بسيماهم .

قال الشيخ الشنقيطي : ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أن أصحاب الأعراف ، يعرفون كلا من أهل الجنة وأهل النار بسيماهم ، ولم يبين هنا سيما آهل الجنة ، ولا أهل النار ، ولكنه أشار لذلك في مواضع أخر ، كقوله ( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ) الآية . فبياض الوجوه وحسنها ؛ سيما أهل الجنة وسوادها وقبحها ، وزرقة العيون ، سيما أهل النار ، كما قال أيضا في سيما أهل الجنة ( تعرف في وجوههم نضرة النعيم ) وقال ( وجوه يومئذ ناضرة ) الآية ، وقال في سيما أهل النار ( كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما ) الآية ، وقال ( ووجوه يومئذ عليها غبرة ) الآية ، وقال ( ونحشر المجرمين يومئذ زرقا ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ) قال يعرفون أهل النار بسواد الوجوه ، وآهل الجنة ببياض الوجوه .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي قال : أهل الأعراف يعرفون الناس فإذا مروا عليهم بزمرة يذهب بها إلى الجنة قالوا ( سلام عليكم ) يقول الله لأهل الأعراف : ( لم يدخلوها وهم يطمعون ) أن يدخلوها .