قوله تعالى : ( وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطعمون )
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( وبينهما حجاب ) ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة : أن بين أهل الجنة ، وأهل النار حجابا يوم القيامة ، و لم يبين هذا الحجاب هنا ، ولكنه بينه في سورة الحديد بقوله ( فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ) الآية .
وانظر حديث ابن عمر في سورة الروم آية ( 52 ) وفيه : وقف النبي صلى الله عليه وسلم على قليب بدر فقال : " هل وجدتم ما وعد ربكم حقا " .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي ( وبينهما حجاب ) وهو " السور " وهو " الأعراف " .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : ( الأعراف ) سور بين الجنة والنار .
قال الطبري بعد أن ساق أقوالا : والصواب من القول في أصحاب الأعراف أن يقال كما قال الله جل ثناؤه فيهم : هم رجال يعرفون كلا من أهل الجنة وأهل النار بسيماهم .
قال الشيخ الشنقيطي : ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أن أصحاب الأعراف ، يعرفون كلا من أهل الجنة وأهل النار بسيماهم ، ولم يبين هنا سيما آهل الجنة ، ولا أهل النار ، ولكنه أشار لذلك في مواضع أخر ، كقوله ( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ) الآية . فبياض الوجوه وحسنها ؛ سيما أهل الجنة وسوادها وقبحها ، وزرقة العيون ، سيما أهل النار ، كما قال أيضا في سيما أهل الجنة ( تعرف في وجوههم نضرة النعيم ) وقال ( وجوه يومئذ ناضرة ) الآية ، وقال في سيما أهل النار ( كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما ) الآية ، وقال ( ووجوه يومئذ عليها غبرة ) الآية ، وقال ( ونحشر المجرمين يومئذ زرقا ) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ) قال يعرفون أهل النار بسواد الوجوه ، وآهل الجنة ببياض الوجوه .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي قال : أهل الأعراف يعرفون الناس فإذا مروا عليهم بزمرة يذهب بها إلى الجنة قالوا ( سلام عليكم ) يقول الله لأهل الأعراف : ( لم يدخلوها وهم يطمعون ) أن يدخلوها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.