نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَٱلَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ} (3)

ولما كان جعل الأشياء على أقدار متفاوته مع الهداية إلى ما وقع الخلق له على أوجه{[72837]} متفاضلة مع التساوي في العناصر مما يلي التسوية ، وهو من خواص الملك الذي لا يكون إلا مع الكمال ، أتبعه به بالواو دلالة على تمكن الأوصاف فقال : { والذي قدر } أي أوقع تقديره في أجناس الأشياء وأنواعها{[72838]} وأشخاصها{[72839]} ومقاديرها وصفاتها وأفعالها وآجالها ، وغير ذلك من أحوالها ، فجعل البطش لليد والمشي للرجل والسمع للأذن والبصر للعين ونحو ذلك { فهدى } أي أوقع بسبب تقديره وعقبه الهداية لذلك الذي وقع التقدير من أجله من الشكل والجواهر والأعراض التي هيأه بها لما يليق به طبعاً أو اختياراً بخلق الميول والإلهامات{[72840]} ، ونصب الدلائل والآيات لدفع الشرور وجلب الخيور ، فترى الطفل أول ما يقع من البطن يفتح فاه للرضاعة ، وغيره من سائر الحيوانات ، يهتدي إلى ما ينفعه من سائر الانتفاعات ، فالخلق لا بد له من التسوية ليحصل الاعتدال ، والتقدير لا بد له من الهداية ليحصل الكمال .


[72837]:من ظ و م، وفي الأصل: أعلى وجه.
[72838]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[72839]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[72840]:من م، وفي الأصل و ظ: الألهيا سيات-كذا.
 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{وَٱلَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ} (3)

والذي قدَّر جميع المقدرات ، فهدى كل خلق إلى ما يناسبه ،

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَٱلَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ} (3)

قوله : { والذي قدر فهدى } أي قدر لكل حيوان عاقل أو غير عاقل ما يصلحه فهداه إليه وعرّفه وجه الانتفاع به . فهداية الله للإنسان إلى مصالحه وحوائجه من الأغذية والأدوية وغير ذلك أمر لا يحصى ولا يحصر وإلهامه البهائم والطيور وهوام الأرض شيء لا يوصف .