الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱلَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ} (3)

ثم قال : ( والذي قدر فهدى )

أي : قدر خلقه {[75056]} فهدى {[75057]} الإنسان لسبيل الخير والشر ، وهدى البهائم للمراعي {[75058]} .

قال مجاهد : هدى الإنسان للشقوة {[75059]} والسعادة {[75060]} ، وهدى الأنعام [ لمراتعها ] {[75061]} وقيل : معناه : هدى الذكر {[75062]} لإتيان الأنثى {[75063]} .

وقيل : معناه : فهدى وأضل ، ثم حذف لدلالة الكلام عليه {[75064]} ، ومن شدد ( قدر ) {[75065]} ، جعله من التقدير فمعناه : قدر خلقه {[75066]} كل مخلوق ، و [ هداه ] {[75067]} إلى مصلحته ، ودليله : ( وخلق كل شيء فقدره تقديرا ) {[75068]} فأما من خففه {[75069]} ، فإنه جعله من القدرة والملك ( فمعناه ) {[75070]} : الذي أحاطت قدرته [ بكل ] {[75071]} شيء فهدى {[75072]} وأضل .

ويجوز أن يكون من التقدير مثل الأول ، كما قال : ( يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ) {[75073]} .


[75056]:أ: خلقها.
[75057]:ث: فهذا.
[75058]:أ: لمرعاتها.
[75059]:أ- الشقاوة.
[75060]:أ: وللسعادة. ث: أو للسعادة.
[75061]:م: لمراعتها. وانظر: قول مجاهد بهذا اللفظ جامع البيان 30/152 وتفسير مجاهد: 722 بنحوه والدر 8/482.
[75062]:كب الناسخ في هامش ث: أظنه الذكور.
[75063]:هو قول السدي في تفسير الماوردي 4/438، وقول مقاتل والكلبي في المحرر 16/281.
[75064]:حكاه الزجاج في معانيه 5/315 عن بعض النحويين، وانظر: زاد المسير 9/89.
[75065]:هي قراءة عامة قراء الأمطار غير الكسائي في جامع البيان 30/152.
[75066]:أ: كل خلقه.
[75067]:ساقط من م، ث.
[75068]:الفرقان: 2.
[75069]:أ: خفف. وهذه قراءة الكسائي في جامع البيان 30/152.
[75070]:ساقط من أ.
[75071]:م، ث: كل.
[75072]:ث: فهذا.
[75073]:الرعد: 27.