الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَٱلَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ} (3)

{ وَالَّذِي قَدَّرَ } خفّف عليّ والسلمي والكسائي داله ، وشدَّدها الآخرون .

{ فَهَدَى } : قال مجاهد : هدى الإنسان لسبيل الخير والشر والسعادة والشقاوة وهدى الأنعام لمراتعها ، وقال مقاتل والكلبي : عرّف خلقه كيف يأتي الذكر الانثى ، وعن عطاء قال : جعل لكل دابة ما يصلحها وهذا حاله ، وقيل : هدى لإكتساب الأرزاق والمعاش ، وقيل : خلق المنافع في الأشياء وهدى الإنسان لوجه إستخراجها منه ، وقيل : هدى لدينه مَنْ يشاء من خلقه . قال السدي : قدر الولد في الرحم تسعة أشهر ، أقل ، أو أكثر ، وهدى للخروج من الرحم .

وقال الواسطي : قدّر السعادة والشقاوة عليهم ثم يسّر لكل واحد من الطالعين سلوك ما قدّر عليه ، وقيل : قدّر الأرزاق فهداهم لطلبها ، وقيل : قدّر الذنوب على عباده ثم هداهم الى التوبة .