البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَٱلَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ} (3)

وقرأ الجمهور : { قدر } بشد الدال ، فاحتمل أن يكون من القدر والقضاء ، واحتمل أن يكون من التقدير والموازنة بين الأشياء .

وقال الزمخشري : قدّر لكل حيوان ما يصلحه ، فهداه إليه وعرّفه وجه الانتفاع به ، انتهى .

وقرأ الكسائي : قدر مخفف الدال من القدرة أو من التقدير والموازنة ، وهدى عام لجميع الهدايات .

وقال الفرّاء : فهدى وأضل ، اكتفى بالواحدة عن الأخرى .

وقال الكلبي ومقاتل : هدى الحيوان إلى وطء الذكور للإناث .

وقال مجاهد : هدى الإنسان للخير والشر ، والبهائم للمراتع .

وقيل : هدى المولود عند وضعه إلى مص الثدي ، وهذه الأقوال محمولة على التمثيل لا على التخصيص .