الآية 3 : وقوله تعالى : { والذي قدر فهدى } يحتمل أوجها :
أحدها : هداه إلى ما أحوجه إليه ، فهدى العبد معيشته من أين يأخذها ، وهدى كل دابة إلى رزقها وعيشها ، فعرفت كل دابة رزقها .
[ الثاني : أن ]{[23506]} يكون قوله : { فهدى } أي هدى به .
[ والثالث : أن ]{[23507]} تكون الهداية من أمر الدين ؛ وذلك يرجع إلى الخصوص من الخلق الذين لهم عقول مميزة ، فيكون معناه : هدى في من هدى .
وطعنت المعتزلة علينا بهذه الآية ، فقالت : إن الله تعالى يقول : { قدر فهدى } وأنتم تقولون : قدر ، وأضل .
ولكن هذا التحقيق راجع إليهم ، لأنهم يجعلون تأويل الهداية على البيان . وإذا كان كذلك ، وقد بين الله تعالى سبيل الهدى وسبيل الضلال جميعا ، فإذن قد أضلهم حين{[23508]} بين لهم سبيل الضلال على قولهم .
ثم ليس في قوله : { قدر فهدى } نفي الإضلال ؛ إذ التخصيص بالذكر لا يدل على نفي ذلك عما عداه ، فلم يجب قطع الحكم على ما ذكره ، وقد ذكر في موضع آخر المكرمين بالهدى ، فقال : { الم } { ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين } الآية [ البقرة : 1 و2 ] فثبت أن الهدى راجع إلى الخصوص ؛ فقوله : { قدر } أي لخلقه معايشهم ، وهداهم وجه أخذ المعيشة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.