{ والذي قَدَّرَ فهدى } صفة أخرى للربّ ، أو معطوف على الموصول الذي قبله . قرأ عليّ بن أبي طالب والكسائي والسلمي : ( قَدَرَ ) مخففاً ، وقرأ الباقون بالتشديد ، قال الواحدي : قال المفسرون : قدّر خلق الذكر والأنثى من الدّوابّ ، فهدى الذكر للأنثى كيف يأتيها . وقال مجاهد : هدى الإنسان لسبيل الخير والشرّ ، والسعادة والشقاوة . وروي عنه أيضاً أنه قال في معنى الآية : قدّر السعادة والشقاوة ، وهدى للرشد والضلالة ، وهدى الأنعام لمراعيها . وقيل : قدّر أرزاقهم وأقواتهم ، وهداهم لمعايشهم إن كانوا إنساً ، ولمراعيهم إن كانوا وحشاً . وقال عطاء : جعل لكل دابة ما يصلحها وهداها له . وقيل : خلق المنافع في الأشياء ، وهدى الإنسان لوجه استخراجها منها . وقال السديّ : قدّر مدّة الجنين في الرحم تسعة أشهر وأقلّ وأكثر ، ثم هداه للخروج من الرحم . قال الفراء : أي قدّر فهدى وأضلّ فاكتفى بأحدهما ، وفي تفسير الآية أقوال غير ما ذكرنا . والأولى عدم تعيين فرد أو أفراد مما يصدق عليه قدّر وهدى إلا بدليل يدلّ عليه ، ومع عدم الدليل يحمل على ما يصدق عليه معنى الفعلين ، إما على البدل أو على الشمول ، والمعنى : قدّر أجناس الأشياء وأنواعها وصفاتها وأفعالها وأقوالها وآجالها ، فهدى كل واحد منها إلى ما يصدر عنه وينبغي له ، ويسره لما خلق له ، وألهمه إلى أمور دينه ودنياه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.