الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَٱلَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ} (3)

{ قَدَّرَ فهدى } قدّر لكل حيوان ما يصلحه ، فهداه إليه وعرفه وجه الانتفاع به يحكى أنّ الأفعى إذا أتت عليها ألف سنة عميت ، وقد ألهمها الله أنّ مسح العين بورق الرازيانج الغض يرد إليها بصرها ، فربما كانت في برية بينها وبين الريف مسيرة أيام فتطوي تلك المسافة على طولها وعلى عماها حتى تهجم في بعض البساتين على شجرة الرازيانج لا تخطئها ، فتحك بها عينيها وترجع باصرة بإذن الله وهدايات الله للإنسان إلى ما لا يحدّ من مصالحه وما لا يحصر من حوائجه في أغذيته وأدويته ، وفي أبواب دنياه ودينه ، وإلهامات البهائم والطيور وهوام الأرض : باب واسع ، وشوط بطين ، لا يحيط به وصف واصف ؛ فسبحان ربي الأعلى . وقرىء : «قدر » بالتخفيف { أحوى } صفة لغثاء ، أي{ أَخْرَجَ المرعى } .