ثم فسر " التي هي أحسن " مما علمهم ربهم من النصفة بقوله تعالى : { ربكم أعلم بكم } ثم استأنف فقال تعالى : { إن يشأ } رحمتكم { يرحمكم } بأن ييسر لكم أفعال الخير { أو إن يشأ } عذابكم { يعذبكم } بأن ييسركم لأفعال الشر ، فإذا قالوا لهم ذلك كانوا جديرين بأن يعرضوا - أو من أراد الله منهم - أفعالهم على ما يعلمونه من الخير والشر فينظروا أيهما أقرب إليها ، وربما ردهم ذلك من أنفسهم عن الفساد ، لحسم مادة العناد ، ويجوز - وهو - عندي أحسن - أن تكون الآية استئنافاً واقعاً موقع التعليل للأمر بقول الأحسن ، أي { ربكم } أيها العباد { أعلم بكم } وبما يؤول أمركم إليه من سعادة وشقاوة { إن يشأ يرحمكم } بهدايتكم { أو إن يشأ يعذبكم } بإضلالكم ، فلا تحتقروا أيها المؤمنون المشركين فتقطعوا بأنهم من أهل النار فتعيروهم بذلك ، فإنه يجر إلى الإحن وحر الصدور وغيظ القلوب بلا فائدة ، لأن الخاتمة مجهولة ، ولا تتجاوزوا فيهم ما آمركم به من قول وفعل فإنه الأحسن ؛ ثم رقى الخطاب إلى أعلى الخلق ورأس أهل الشرع ليكون من دونه أولى بالمعنيّ منه فقال تعالى : { وما } أي فما أرسلناك إلا للدعاء بمثل ذلك على حسب ما نأمرك به ، وما { أرسلناك } أي مع ما لنا من العظمة الغنية عن كل شيء { عليهم وكيلاً * } أي حفيظاً وكفيلاً لغيرهم على ما يرضي الله ، وإنما أرسلناك بشيراً ونذيراً فدارهم وأمر أصحابك بمداراتهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.