وقرأ الجمهور { وإن الله } بكسر الهمزة على الاستئناف .
وقرأ أُبي بالكسر دون واو ، وقرأ الحرميان وأبو عمرو { وإن } بالواو وفتح الهمزة ، وخرجه ابن عطية على أن يكون معطوفاً على قوله هذا { قول الحق } { وإن الله ربي } كذلك .
وخرجه الزمخشري على أن معناه ولأنه ربي وربكم فاعبدوه كقوله { وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً } انتهى .
وهذا قول الخليل وسيبويه وفي حرف أبي أيضاً ، وبأن { الله } بالواو وباء الجر أي بسبب ذلك فاعبدوه .
وأجاز الفراء في { وإن } يكون في موضع خفض معطوفاً على والزكاة ، أي { وأوصاني بالصلاة والزكاة } وبأن الله ربي وربكم انتهى .
وهذا في غاية البعد للفصل الكثير ، وأجاز الكسائي أن يكون في موضع رفع بمعنى الأمر { إن الله ربي وربكم } .
وحكى أبو عبيدة عن أبي عمرو بن العلاء أن يكون المعنى ، وقضى { إن الله ربي وربكم } فهي معطوفة على قوله { أمراً } من قوله { إذا قضى أمراً } والمعنى { إذا قضى أمراً } وقضى { إن الله } انتهى .
وهذا تخبيط في الإعراب لأنه إذا كان معطوفاً على { أمراً } كان في حيز الشرط ، وكونه تعالى ربنا لا يتقيد بالشرط وهذا يبعد أن يكون قاله أبو عمرو بن العلاء فإنه من الجلالة في علم النحو بالمكان الذي قل أن يوازنه أحد مع كونه عربياً ، ولعل ذلك من فهم أبي عبيدة فإنه يضعف في النحو والخطاب في قول { وربكم } قيل لمعاصري رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى أمر الله تعالى أن يقول لهم { ذلك عيسى ابن مريم } أي قل لهم يا محمد هذا الكلام .
وقيل : الخطاب للذين خاطبهم عيسى بقوله { إني عبد الله } الآية وإن الله معطوف على الكتاب ، وقد قال وهب عهد عيسى إليهم { إن الله ربي وربكم } ومن كسر الهمزة عطف على قوله { إني عبد الله } فيكون محكياً .
يقال : وعلى هذا القول يكون قوله { ذلك عيسى ابن مريم } - إلى - { وإن الله } حمل اعتراض أخبر الله تعالى بها رسوله عليه السلام .
والإشارة بقوله { هذا } أي القول بالتوحيد ونفي الولد والصاحبة ، هو الطريق المستقيم الذي يفضي بقائله ومعتقده إلى النجاة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.