الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُوهُۚ هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ} (36)

ثم قال تعالى : { وأن الله ربي وربكم }[ 35 ] .

هذا من قول عيسى لهم{[44256]} . أخبرهم أنه وإياهم عبيد الله . فالعبادة له منا واجبة علينا .

{ هذا صراط مستقيم } أي : هذا الذي أوصيتكم{[44257]} به طريق مستقيم ينجوا من سلكه .

فمن فتح{[44258]} ( أن ) فعلى معنى : / و( لأن الله ) هذا مذهب الخليل وسيبويه .

وقال الفراء{[44259]} ( أن ) في موضع خفض عطف على الصلاة . أي : قال عيسى : أوصاني بالصلاة ، وبأن الله ربي{[44260]} وأجاز أن يكون في موضع رفع على معنى : والأمر أن الله .

وحكي عن أبي عمرو أنها في موضع نصب{[44261]} عطف على أمر{[44262]} . أي : وقضى الله أن الله ربي{[44263]} .

وقيل : هي في موضع رفع{[44264]} عطف على عيسى . أي : ذلك عيسى ، وذلك أن الله . وهذا ضعيف ، لأن المعنى ليس عليه . ومن كسر ، فعلى الابتداء ، ولم يعطفها على ما قبلها .

وفي حرف ابن مسعود وأبي : ( أن الله ربي ) بغير واو{[44265]} .

فهذا يدل على صحة الاستئناف .

وقيل : الكسر{[44266]} على العطف على : ( قال : إني عبد الله ، وقال إن الله ربي ) .

و( سبحانه ) ، وقف عند نافع{[44267]} .

ولا يحسن الابتداء ب ( أن ) على قراءة من فتح ، إلا على قول الخليل وسيبويه{[44268]} : لأنهما{[44269]} لا يجعلان في الكلام عطفا .

وعلى قول الكسائي : {[44270]} الأمر أن الله يحسن الابتداء بها أيضا .


[44256]:ز: ثم مكان لهم.
[44257]:ز: أوصيكم.
[44258]:قال الداني: (الكوفيون وابن عامر) و(إن الله) بكسر الهمزة والباقون بفتحها. انظر: التيسير 149 والحجة لابن خالويه 238.
[44259]:معاني القرآن 2/168.
[44260]:ز: ربي وربكم.
[44261]:نصب سقطت من ز.
[44262]:ز: الأمر.
[44263]:انظر: إعراب القرآن للنحاس 2/216.
[44264]:رفع سقطت من ز.
[44265]:انظر: معاني الفراء 2/168 والحجة لابن خالويه 238.
[44266]:ز: الكسرة.
[44267]:انظر: القطع والائتناف 454 وإيضاح الوقف والابتداء 764 ونافع هو ابن أبي نعيم الليثي مولاهم أبو رويم المقرئ المدني، أحد القراء السبعة (ت 169 هـ). وله ترجمة في غاية النهاية 2/330 ومعرفة القراء الكبار 1/107 وتهذيب التهذيب 10/407.
[44268]:انظر: القطع والائناف 455.
[44269]:لأنهما سقطت من ز.
[44270]:انظر: القطع والائتناف 455، والكسائي هو علي بن حمزة، ويكنى أبا الحسن (ت 189 هـ). انظر (ترجمته في) المعارف 454 وبغية الوعاة 2/162.