السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَإِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُوهُۚ هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ} (36)

وقوله : { وإنّ الله ربي وربكم } إخبار عن عيسى عليه السلام أنه قال ذلك وقرأ ابن عامر والكوفيون بكسر الهمزة على الاستئناف والباقون بفتحها بتقدير حذف حرف الجرّ متعلق بما بعده والتقدير ولأنّ الله ربي وربكم { فاعبدوه } وحده لتفرده بالإحسان كما أعبده كقوله تعالى : { وأنّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً } [ الجن ، 18 ] ، والمعنى لوحدانيته أطيعوه وقيل : إنه عطف على الصلاة والتقدير وأوصاني بالصلاة وبأنّ الله وإليه ذهب الفراء { هذا } أي : الذي أمرتكم به { صراط } أي : طريق { مستقيم } أي : يقود إلى الجنة وقرأ قنبل بالسين وخلف بإشمام الصاد والباقون بالصاد الخالصة .