الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَإِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُوهُۚ هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ} (36)

وقوله : { إِنَّ الله رَبِّي وَرَبُّكُمْ } [ مريم : 36 ] .

هذا من تمام القول الّذي أمِر به محمد صلى الله عليه وسلم : أَن يقولَه ، ويحتمل أنْ يكون من قول عيسى عليه السلام ويكون قوله : «أَنَّ » بفتح الهمزة ، عطفاً على قوله : «الكتاب » وقد قال وَهْبُ بنُ مُنَبِّه : عهد عيسى إليهم : أَن اللّه ربي وربُّكُمْ .

( ت ) : وما ذكره وَهْبُ مصرح به في القرآن ، ففي آخر المائدة : { مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعبدوا الله رَبِّي وَرَبَّكُمْ } [ المائدة : 117 ] . وامتراؤهم في عيسى هو اختلافهم فيقول بعضُهم : لَزَنْيَةٌ ، وهم اليهُود ، ويقول بعضُهم : هو اللّهُ تعالى اللّهُ عن قولهم عُلُوّاً كبيراً ، فهذا هو امتراؤُهم ، وسيأتِي شرحُ ذلك بأثْرِ هذا .