نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَأۡتِيَا فِرۡعَوۡنَ فَقُولَآ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (16)

ولما نفى سبحانه أن يكون شيء مما خافه موسى عليه السلام على هذا الوجه المؤكد ، وكان ظهور ذلك في مقارعة الرأس أدل وأظهر ، صرح به في قوله : { فأتيا } أي فتسبب عن ذلك الضمان بالحراسة والحفظ أني أقول لكما : ائتيا { فرعون } نفسه ، وإن عظمت مملكته ، وجلّت جنوده { فقولا } أي ساعة وصولكما له ولمن عنده : { إنا رسول } أفرده مريداً به الجنس الصالح للاثنين ، إشارة بالتوحيد إلى أنهما في تعاضدهما واتفاقهما كالنفس الواحدة ، ولا تخالف لأنه إما وقع مرتين كل واحدة بلون ، أو مرة بما يفيد التثنية والاتفاق ، فساغ التعبير بكل منهما ، ولم يثنّ هنا لأن المقام لا اقتضاء له للتنبيه على طلب نبينا صلى الله عليه وسلم المؤازرة بخلاف ما مر في سورة طه { رب العالمين* } أي المحسن إلى جميع الخلق المدبر لهم ؛