{ فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين . أن أرسل معنا بني إسرائيل }اذهبا إلى القوم الطاغين ، وادعواهم إلى الإذعان للذي خلق العوالم كلها ، ودبرها وتولى أمرها ، وملكها وهو أحق من تذعن لطاعته وتسلم له زمامها ، وادعواه أن يفك إسار الإسرائيليين ، ويتركهم أحرارا ، مثلما أشار إليه قول العزيز الحكيم : ) . . . وجاءهم رسول كريم . أن أدوا إلي عباد الله . . ( {[2648]} .
هكذا جاءت الدعوة من رب العالمين لإنقاد المستضعفين ، وتحرير المستذلين ، وتخليص البشر من قهر الجبارين ، واستعلاء المتكبرين ، بل كانت في أول ما دعا إليه الرسول الكريم الكليم ، موسى عليه الصلوات والتسليم ، وأول عهد الله إليه وإلى أخيه هارون : { فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين . أن أرسل معنا بني إسرائيل } )وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين . حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل( {[2649]} ، فهل يشكر الإسرائيليون نعمة الله ؟ وهل يقدس اليهود الوحي الرباني الذي جعل لهم ذكرا على تعاقب أعصار الحياة ؟ وهل يزدجرون وقد ذاق أوائلهم والأواخر مرارة البغي والقهر-فيقلعون عن إشاعة السفك والفحش والشر وتوسيع مداه ؟ ! .
ألم يأن للمستشرفين للحرية والحقوق الإنسانية ، والداعين إليها ، أن يدخلوا في دين الإسلام الذي يهدي من آمن به إلى سنن المرسلين ، ويستحفظهم كرامة وحق البشر ، ويؤاخي على الإيمان بين الناس ، ويلزمهم المودة والتناصر ، مهما اختلفت الشعوب والأجناس ! [ و{ معكم } و{ مستمعون } خبران لإن . . ولا يخفى ما في المعية من المجاز . . فالمراد معية النصر والمعونة . . فحاصل الآية إنا لكما ولعدوكما كالناصر والظهير لكما عليه إذا حضر واستمع . . وإنما وحد الرسول في قوله : { إنا رسول رب العالمين } لأنه أراد كل واحد ، أو أراد الرسول بمعنى المصدر ، أي ذو رسالة . . ]{[2650]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.