فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَأۡتِيَا فِرۡعَوۡنَ فَقُولَآ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (16)

{ فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبّ العالمين } الفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها ، ووحد الرسول هنا ، ولم يثنه كما في قوله : { إِنَّا رَسُولاَ رَبّكَ } [ طه : 47 ] ؛ لأنه مصدر بمعنى رسالة ، والمصدر يوحد ، وأما إذا كان بمعنى المرسل ، فإنه يثنى مع المثنى ، ويجمع مع الجمع ، قال أبو عبيدة : رسول بمعنى رسالة ، والتقدير على هذا : إنا ذوا رسالة ربّ العالمين ، ومنه قول الشاعر :

ألا أبلغ أبا عمرو رسولا *** فإني عن فتاحتكم غنى

أي : رسالة . وقال العباس بن مرداس :

ألا من مبلغ عني خفافا *** رسولا بيت أهلك منتهاها

أي رسالة . قال أبو عبيدة أيضاً ، ويجوز أن يكون الرسول بمعنى الاثنين والجمع ، تقول العرب : هذا رسولي ووكيلي ، وهذان : رسولي ووكيلي ، وهؤلاء رسولي ووكيلي ، ومنه قوله تعالى : { فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي } [ الشعراء : 77 ] وقيل معناه : إن كل واحد منا رسول رب العالمين ، وقيل إنهما لما كانا متعاضدين متساندين في الرسالة كانا بمنزلة رسول واحد .

/خ22