الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَأۡتِيَا فِرۡعَوۡنَ فَقُولَآ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (16)

{ فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ } ولم يقل رسولا لأنه أراد المصدر أي رسالة ومجازه : ذو رسالة رب العالمين ، كقول كثيّر :

لقد كذب الواشون ما بحت عندهم *** بسرَ ولا أرسلتهم برسول

أي برسالة . وقال العباس بن مرداس :

إلاّ مَنْ مبلغٌ عنّا خفافاً *** رسولا بيت أهلك منتهاها

يعني رسالة فلذلك انتهاء ، قالهُ الفرّاء .

وقال أبو عبيد : يجوز أن يكون الرسول في معنى الواحد والاثنين والجمع ، تقول العرب : هذا رسولي ووكيلي ، وهذان رسولي ووكيلي ، وهؤلاء رسولي ووكيلي ، ومنه قوله { فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي } [ الشعراء : 77 ]وقيل : معناه كل واحد منا رسول رَبّ العالمين .