ولما كان سببها ظلمه لقومه ، جعله نفسها فقال مبدلاً منها تنبيهاً على إحباطها ، وإعلاماً بأنها - بكونها نقمة - أولى منها في عدها نعمة : { أن عبدت } أي تعبيدك وتذليلك على ذلك الوجه البديع المبعد قومي { بني إسرائيل* } أي جعلتهم عبيداً ظلماً وعدواناً وهم أبناء الأنبياء ، ولسلفهم يوسف عليه السلام عليكم من المنة - بإحياء نفوسكم أولاً ، وعتق رقابكم ثانياً - ما لا تقدرون له على جزاء أصلاً ، ثم ما كفاك ذلك حتى فعلت ما لم يفعله مستعبد ، فأمرت بقتل أبنائهم ، فكان ذلك سبب وقوعي إليك لأسلم من ظلمك - كما مر بيانه ويأتي إن شاء الله تعالى مستوفى في سورة القصص .
ولما كلم اللئيم الذميم الكليم العظيم بما رجا أن يكفه عن مواجهته بما يكره ، ويرجعه إلى مداراته . فلم يفعل ، وفهم ما في جوابه هذا الأخير من الذم له والتعجيز ، وإثبات القدرة التامة والعلم الشامل لله ، بما دبر في أمر موسى عليه السلام ، وأنه لا ينهض لذلك بجواب ولا يحمد له فيه قول ، عدل عنه إلى جوابه عن الرسالة بما يموه به أيضاً على قومه لئلا يرجعوا عنه ، فأخبر تعالى عن محاورته في ذلك بقوله على طريق الجواب لمن كأنه قال : ما قال له جواباً لهذا الكلام ، الذي كأنه السهام ؟ : { قال فرعون } حائداً عن جواب موسى عليه السلام لما فيه من تأنيبه وتعجيزه . منكراً لخالقه على سبيل التجاهل ، كما أنكر هؤلاء الرحمن متجاهلين وهم أعرف الناس بغالب أفعاله ، كما كان فرعون يعرف ، لقول موسى عليه السلام{ لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض }[ الإسراء : 102 ] : { وما رب العالمين* } أي الذي زعمت أنكما رسوله . فسأل ب " ما " عن حقيقته وإنما أراد في الحقيقة إنكاره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.