ولما بشر بتمليكهم في سياق دال على مكنتهم ، صرح بها فقال : { ونمكن } أي نوقع التمكين { لهم في الأرض } أي كلها لا سيما أرض مصر والشام ، بإهلاك أعدائهم وتأييدهم بكليم الله ، ثم بالأنبياء من بعده عليهم الصلاة والسلام بحيث نسلطهم بسببهم على من سواهم بما نؤيدهم به من الملائكة ونظهر لهم من الخوارق .
ولما ذكر التمكين ، ذكر أنه مع مغالبة الجبابرة إعلاماً بأنه أضخم تمكين فقال عاطفاً على نحو : ونريد أن نأخذ الذين علوا في الأرض وهم فرعون وهامان وجنودهما : { ونري } أي بما لنا من العظمة { فرعون } أي الذي كان هذا الاستضعاف منه { وهامان } وزيره { وجنودهما } الذين كانا يتوصلان بهم إلى ما يريدانه من الفساد { منهم } أي المستضعفين { ما كانوا } أي بجد عظيم منهم كأنه غريزة { يحذرون* } أي يجددون حذره في كل حين على الاستمرار بغاية الجد والنشاط من ذهاب ملكهم بمولود منهم وما يتبع ذلك ، قال البغوي : والحذر : التوقي من الضرر . والآية من الاحتباك : ذكر الاستضعاف أولاً دليلاً على القوة ثانياً ، وإراءة المحذور ثانياً دليلاً على إرادة المحبوب أولاً ، وسر ذلك أنه ذكر المسلي والمرجي ترغيباً في الصبر وانتظام الفرج .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.