اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَنُمَكِّنَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنُرِيَ فِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَ وَجُنُودَهُمَا مِنۡهُم مَّا كَانُواْ يَحۡذَرُونَ} (6)

قوله : «وَنُمَكِّنَ » العامة على ذلك من غير لام علَّة ، والأعمش : «وَلِنُمَكِّنَ » بلام العلة{[39678]} ومتعلقها محذوف ، أي : ولنمكن فعلنا ذلك{[39679]} ، والمعنى : نوطئ لهم في أرض{[39680]} مصر والشام ، ونجعلها{[39681]} لهم مكاناً يستقرون فيه{[39682]} ، وننفذ{[39683]} أمرهم ونطلق أيديهم ، يقال : مكَّن له إذا جعل له مكاناً يقعد عليه وأوطأه ومهده{[39684]} .

قوله : { وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا } قرأ الأخوان{[39685]} : «وَيَرَى » بفتح الياء والراء{[39686]} مضارع ( رأى ) مسنداً إلى «فِرْعَوْنَ » وما عطف عليه فلذلك رفعوا ، والباقون بضم النون وكسر الراء مضارع ( أَرَى ) ، فلذلك نصب «فِرْعَونَ » وما عطف عليه{[39687]} مفعولاً أول ، «وَمَا كَانُوا » هو الثاني{[39688]} . و «مِنْهُم » متعلق بفعل الرُّؤية أو الإرادة{[39689]} ، لا ب «يَحْذَرُونَ » لأَنَّ ما بعد الموصول لا يعمل فيما قبله{[39690]} ، ولا ضرورة بنا إلى أَنْ نقولَ اتسع فيه ، والحذر هو التوقي من الضَّرر{[39691]} ، والمعنى : وما كانوا خائفين منه .

قوله : «أَنْ أَرْضِعِيهِ » يجوز أن تكون المفسرة والمصدرية{[39692]} ، وقرأ عمر بن عبد العزيز وعمر بن عبد الواحد{[39693]} بكسر النون على التقاء الساكنين ، وكأنه حذف همزة القطع على غير قياس فالتقى ساكنان ، فكسر{[39694]} أولهما{[39695]} .


[39678]:في ب: علة. وانظر البحر المحيط 7/105.
[39679]:انظر البحر المحيط 7/105.
[39680]:في ب: الأرض.
[39681]:في ب: ونجعل.
[39682]:انظر البغوي 6/318.
[39683]:في ب: ونبعد.
[39684]:انظر الفخر الرازي 24/226.
[39685]:حمزة والكسائي.
[39686]:والراء: سقط من ب.
[39687]:السبعة (492)، الكشف 2/172، النشر 2/341، الإتحاف (341).
[39688]:انظر البيان 2/229.
[39689]:في ب: الإرادة.
[39690]:انظر التبيان 2/1016.
[39691]:انظر البغوي 6/318.
[39692]:انظر التبيان 2/1016، البحر المحيط 7/105.
[39693]:هو عمر بن عبد الواحد بن قيس أبو حفص الدمشقي، عرض على يحيى بن الحارث الذماري، وروى عنه اختياره الذي خالف فيه عبد الله بن عامر، وروى عنه هشام بن عمار، مات سنة 200 هـ. طبقات القراء 1/594.
[39694]:في ب: فكسروا.
[39695]:انظر المحتسب 2/147، البحر المحيط 7/105.