نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدۡ كُذِّبَ رُسُلٞ مِّن قَبۡلِكَ جَآءُو بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلزُّبُرِ وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُنِيرِ} (184)

ولما كانت هذه السورة متضمنة لكثير من الدقائق التي أخفوها من كتابهم الذي جعلوه قراطيس ، يبدونها{[20029]} ويخفون كثيراً ، وفي هذه الآية بخصوصها من ذلك ما يقتضي تصديقه صلى الله عليه وسلم وكان سبحانه عالماً بأن أكثرهم يعاندون سبب{[20030]} عن ذلك أن سلاه في تكذيب المكذبين منهم بقوله : { فإن كذبوك } فكان كأنه قيل : هذا الذي أعلمتك به يوجب تصديقك ، فإن لم يفعلوا{[20031]} بل كذبوا{[20032]} { فقد } ولما كان السياق لإثبات مبالغتهم في الغلظة{[20033]} والجفاء {[20034]}والكفر{[20035]} وعدم الوفاء وكانت السورة سورة التوحيد{[20036]} ، والرسل متفقون عليه ، وقد أتى كل منهم فيه بأنهى البيان وأزال كل لبس{[20037]} أسقط تاء التأنيث لأنها ربما دلت على نوع{[20038]} ضعف فقال : { كذب رسل } ولما كانت تسلية الإنسان بمن قاربه في الزمان أشد أثبث الجار فقال{[20039]} { من قبلك } أي فلك فيهم مسلاة{[20040]} وبهم أسوة { جآءو بالبينات } أي من{[20041]} المعجزات { والزبر } أي من الصحف المضمنة للمواعظ والحكم الزواجر والرقائق التي يزبر العالم بها عن المساوي { والكتاب المنير{[20042]} } أي الجامع للأحكام وغيرها . الموضح لأنه الصراط المستقيم .


[20029]:من ظ ومد، وفي الأصل: تبدونها.
[20030]:من ظ ومد، وفي الأصل: تسلب.
[20031]:سقط من ظ.
[20032]:سقط من ظ.
[20033]:في ظ: العظمة.
[20034]:سقط من ظ.
[20035]:سقط من ظ.
[20036]:زيد ما بين الحاجزين من ظ ومد.
[20037]:زيد ما بين الحاجزين من مد.
[20038]:من ظ ومد، وفي الأصل: نوعه.
[20039]:زيد ما بين الحاجزين من ظ ومد.
[20040]:من ظ ومد، وفي الأصل: سلاة.
[20041]:سقط من ظ ومد.
[20042]:من ظ ومد والقرآن المجيد، وفي الأصل: البيان.