قوله تعالى : { فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ } : ليس جواباً للشرط ، بل الجوابُ محذوفٌ أي : فَتَسَلَّ " ونحوُه ، لأنَّ هذا قد مَضَى وتحقَّق ، وفيه كلامٌ طويلٌ تقدَّم لك نظيرُه . والجملةُ من " جاؤوا " في محلِّ رفعِ صفة ل " رُسُل " و " من قبلك " متعلقٌّ ب " كُذِّبَ " . والباءُ في " بالبينات " تحتملُ الوجهين كنظيرتِها .
وقرأ جمهورُ الناس : " والزبرِ و الكتابِ " مِنْ غيرِ ذكرِ باء الجر ، وقرأ ابنُ عامر : " وبالزبرِ " بإعادتها ، وهشامٌ وحدَه عنه : " وبالكتاب " بإعادتها أيضاً ، وهي في مصاحف الشاميين كقراءة ابن عامر رحمه الله . والخَطْبُ فيه سهلٌ ، فَمَنْ لم يأتِ بها اكتفى بالعطف ، ومَنْ أتى بها كان ذلك تأكيداً/ .
والزُّبُر : جمع زَبُور بالفتح ، ويقال : زُبور بالضم أيضاً ، وهل هما بمعنىً واحد أو مختلفان ؟ سيأتي الكلامُ عليهما في قوله : { وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً }
واشتقاقُ اللفظةِ من " زَبَرْتُ " أي : كَتَبْتُ ، وزَبَرْتُه قرأتُه ، وزَبَرْتُه : حَسَّنْتُ كتابتَه ، وزَبَرْتُه : زجرته ، فَزَبور بالفتح فَعُول بمعنى مَفْعول كالرَّكوب بمعنى المركوبِ ، و الحَلوب بمعنى المَحْلوب ، قال امرؤ القيس :
لِمَنْ طَلَلٌ أبصرْتُه فشَجاني *** كخَطِّ زَبورٍ في عَسيبِ يماني
وقيل : اشتقاقُ اللفظِ من الزُّبْرَة ، وهي قطعة الحديد المتروكة بحالها . و " المنير " اسم فاعل من أنار أي : أضاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.