الآية 184 وقوله تعالى : { فإن كذبوك } يا محمد في القول وما جئت من آيات تدل وتوضح أنك رسول الله وانك صادق في قولك { فقد كذب رسل من قبلك جاؤوا بالبينات } يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم ويصبره ليصبر على أذاهم وتكذيبهم كقوله عز وجل { فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل } الآية ( الأحقاف 35 ) .
وفي قوله تعالى أيضا : { فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك } وجوه :
أحدهما : أن يصبره على ذلك بما فيه أجر كما{[4679]} صبروا على عظم ذلك عليهم ذلك في قوله عز وجل : { فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل } ( الأحقاف 35 ) .
والثاني : على رفع العذر عنه في ترك الإبلاغ أن ذلك لم يمنع من تقدمه .
والثالث : على الإنباء انهم أصحاب تقليد في التكذيب لا أن يكذبوا من محنة وظهور فذلك أقل للتأذي به ولوهم الارتياب في الأنباء ليستيقن من حضره وصدقه ان ذلك منهم على الاعتياد والتقليد دون المحنة والظهور والله أعلم .
وقوله تعالى : { بالبينات } قد ذكرناها في ما تقدم في غير موضع وقوله تعالى : { والزبر } قيل : { أحاديث الأنبياء رضي الله عنهم من قبلهم بالنبوة على ما يكون وقيل : والزبر هي الكتب أي جاؤوا بالبينات والزبر يعني الكتب { والكتاب المنير } قيل : الزبر والكتاب واحد وقيل : { والكتاب المنير } هو الذي فيه الحلال والحرام والأحكام المكتوبة عليهم والمنير هو الذي أنار قلب كل من تمسك بالهدى كما قيل في الفرقان : إنه{[4680]} يفصل ويفرق بين الحق والباطل والله أعلم وتسمى كتب اله فرقانا ومنيرا بما يفرق ( فيها ) {[4681]} بين الحق ويبين السبيلين جميعا والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.