{ قالوا } أي الملائكة متبرئين منهم مفتتحين بالتنزيه تخضعاً بين يدي البراءة خوفاً {[57017]}من حلول السطوة{[57018]} { سبحانك } أي ننزهك تنزيهاً يليق بجلالك عن أن يستحق أحد{[57019]} غيرك أن يعبد .
ولما كانوا كارهين جداً لعبادتهم ، وكانت فائدة العبادة الوصلة{[57020]} بين العابد والمعبود قالوا : { أنت ولينا } أي معبودنا الذي لا وصلة بيننا وبين أحد إلا بأمره { من دونهم } أي من أقرب منزلة لك من منازلهم منا ، فأنت أقرب شيء إلينا في كل معاني الولاية من العلم والقدرة وغيرهما ، فكيف نترك الأقرب والأقوى ونتولى الأبعد العاجز{[57021]} ، ليس بيننا وبينهم من{[57022]} ولاية ، بل عداوة ، وكذا كل من تقرب إلى شخص بمعصية الله يقسي الله قلبه عليه ويبغضه فيه فيجافيه{[57023]} ويعاديه .
ولما كان{[57024]} من يعمل لأحد عملاً لم يأمر به ولم يرضه إنما عمل{[57025]} في الحقيقة للذي دعاه إلى ذلك العمل قالوا : { بل كانوا } بأفعالهم الاختيارية الموجبة للشرك { يعبدون الجن } أي إبليس وذريته الذين زينوا لهم عبادتنا من غير رضانا بذلك{[57026]} ، وكانوا يدخلون في أجواف الأصنام ويخاطبونهم ويستجيرون بهم في الأماكن المخوفة ، ومن هذا {[57027]}تعس عبد الدينار وعبد الدرهم{[57028]} وعبد القطيفة ؛ ثم استأنفوا قولهم : { أكثرهم } أي الإنس { بهم } أي الجن { مؤمنون * } أي راسخون في الإشراك لا{[57029]} يقصدون بعبادتهم غيرهم ، وقليل منهم من يقصد بعبادته{[57030]} بتزيين الجن وغيرهم{[57031]} وهو غير راض بها ، فهي في الحقيقة لمن زينها لهم من الجن ، وهم مع ذلك يصدقون ما يرد عليهم من إخبارات الجن على ألسنة الكهان وغيرهم مع ما يرون فيها من الكذب في كثير من الأوقات .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.