نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{قُلۡ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَمَا يُبۡدِئُ ٱلۡبَٰطِلُ وَمَا يُعِيدُ} (49)

ولما وصفه بنهاية العلم ، أتبعه بعض آثاره فقال : { قل جاء الحق } أي الأمر الثابت الذي لا يقدر شيء أن يزيله ؛ وأكد تكذيباً لهم في ظنهم أنهم يغلبون فقال : { وما } أي والحال أنه ما { يبدئ الباطل } أي الذي أنتم عليه وغيره في كل حال حصل فيه تفريعه على مر الأيام { وما يعيد * }{[57138]} بل{[57139]} هو كالجماد لا حركة به أصلاً ، لأنه مهما نطق به صاحبه في أمره بعد هذا البيان افتضح ، فإن لم ترجعوا عنه طوعاً رجعتم وأنتم صغرة كرهاً ، والحاصل أن هذا كناية عن هلاكه {[57140]}بما يهز{[57141]} النفس ويرفض الفكر بتمثيله بمن انقطعت حركته ، وذهبت قوته لا يرجى بوجه .


[57138]:زيد من ظ وم ومد.
[57139]:زيدت الواو بعده في الأصل، ولم تكن في ظ وم ومد فحذفناها.
[57140]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: إيما بهذا.
[57141]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: إيما بهذا.