نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَلَقَدِ ٱخۡتَرۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ عِلۡمٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (32)

ولما كانت قريش{[57550]} تفتخر بظواهر{[57551]} الأمور من الزينة والغرور ويعدونه تعظيماً من الله ويعدون ضعف الحال في الدنيا شقاء{[57552]} وبعداً من الله ، رد عليهم قولهم بما أتى بني إسرائيل على ما كانوا فيه من الضعف و{[57553]}سوء الحال{[57554]} بعد إهلاك{[57555]} آل فرعون بعذاب الاستئصال ، فقال مؤكداً لاستبعاد قريش أن يختار من قل{[57556]} حظه من{[57557]} الدنيا : { ولقد } اخترناهم } أي فعلنا بما لنا من العظمة في جعلنا لهم{[57558]} خياراً فعل من اجتهد في ذلك ، وعظم أمرهم بقوله بانياً على ما تقديره : اختياراً مستعلياً { على علم } أي منا بما يكون منهم من خير وشر ، وقد ظهر من آثاره أنكم صرتم تسألونهم وأنتم صريح ولد إسماعيل عليه الصلاة والسلام عما ينوبكم وتجعلونهم قدوتكم فيما يصيبكم و{[57559]}تضربون إليه أكباد الإبل ، وهكذا يصير عن قليل كل من اتبع رسولكم صلى الله عليه وسلم منكم ومن غيركم . ولما بين{[57560]} المفضل ، بين المفضل عليه فقال : { على العالمين * } أي الموجودين في زمانهم بما أنزلنا عليهم من الكتب وأرسلنا إليهم من الرسل .


[57550]:ومن هنا استأنفت نسخة م.
[57551]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: بظاهر.
[57552]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: مقتا.
[57553]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: ما سوء.
[57554]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: ما سوء.
[57555]:من ظ وم ومد، وفي الأصل:إهلاكهم أي
[57556]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: قلة.
[57557]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: في.
[57558]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: هم.
[57559]:في الأصل و ظ بياض ملأناه من م ومد.
[57560]:زيد في الأصل: حال، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.