اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{۞ٱللَّهُ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ ٱلۡبَحۡرَ لِتَجۡرِيَ ٱلۡفُلۡكُ فِيهِ بِأَمۡرِهِۦ وَلِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (12)

قوله تعالى : { الله الذي سَخَّرَ لَكُمُ البحر لِتَجْرِيَ الفلك فِيهِ بِأَمْرِهِ . . . } {[50601]} الآية لما ذكر تعالى الاستدلال بكيفية جَرَيَان الفلك على وجه البحر ؛ وذلك لا يحصل إلا بتسخير ثلاثة أشياء : أحدها : الرياح التي توافق المراد ، وثانيها : خلق وجه الماء على المَلاَسَةِ التي تجري عليها الفُلك ، وثالثها : خلق الخشبة على وجه تبقى طافية على وجه الماء ولا تَغْرقُ عنه ، وهذه الأحوال لا يقدر عليها أحد من البشر ، ولا بدّ من موجود قادر عليها وهو الله سبحانه وتعالى . وقوله { وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ } إما بالتجارة وإما الغوص على اللؤلؤ والمرجان ، أو لاستخراج اللَّحم الطَّرِيِّ{[50602]} .


[50601]:في ب اله الذي سخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره؛ فخلط بين آية الجاثية التي معنا، وبين آية إبراهيم 32.
[50602]:الرازي 27/262.