تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{۞ٱللَّهُ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ ٱلۡبَحۡرَ لِتَجۡرِيَ ٱلۡفُلۡكُ فِيهِ بِأَمۡرِهِۦ وَلِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (12)

الآية 12 وقوله تعالى : { الله الذي سخّر لكم البحر } يذكّرهم عظيم نِعمه في تسخير البحر لهم مع [ أهواله وكثرة أمواجه وامتناعه ]{[19186]} عن منافع الخلق ، صيّره{[19187]} بلطفه ورحمته لهم كسائر البِقاع في الوصول إلى ما فيه{[19188]} من الجواهر واللآلئ بالغَوص فيه والخوض والاصطياد لما فيه من أنواع الصيد وغير ذلك من الأشياء بحِيلٍ علّمهم ، وأسباب جعل لهم حتى يصلوا إلى ما فيه من أنواع الجواهر والأموال النفيسة ، والله أعلم .

[ وقوله تعالى : { لتجري الفُلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله } ]{[19189]} سخّرها لهم أيضا حتى عبروا البحر ، ومرّوا عليه بسُفن أعطاهم وحيل علّمهم حتى قدروا على عبوره والمرور عليه ليصلوا إلى قضاء حوائجهم التي تكون في البلدان النائية ، وهو ما قال : { لتجري الفُلك فيه بأمره } .

ثم قوله تعالى : { بأمره } يحتمل [ ثلاثة وجوه :

أحدها ]{[19190]} : أن يكون عبارة عن تكوينه ، أي بما كونه وإنشاؤه كذلك كقوله تعالى : { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } .

والثاني : يحتمل : { بأمره } أي بالأمر الذي له على العباد وسائر خلائقه .

[ والثالث ]{[19191]} : يحتمل : { بأمره } أي بإذنه .

وقوله تعالى : { ولعلكم تشكرون } أي لكي يُلزمكم الشكر بذلك ، أو ما ذكر ما فيه من الوجوه ، والله أعلم .


[19186]:في الأصل وم: أهوالها وكثرة أمواجها وامتناعها.
[19187]:في الأصل وم: صيرها.
[19188]:في الأصل وم: فيها.
[19189]:ساقطة من الأصل وم.
[19190]:ساقطة من الأصل وم.
[19191]:في الأصل وم: و.