ولما أثبت بقوله { وليزيدن } أنهم كانوا كفرة{[26817]} قبل إتيان هذا الرسول عليه السلام ، وكرر ما أعده{[26818]} لهم من الخزي الدائم على{[26819]} نحو ما أخبرهم به كتابهم ، وعظهم ورجّاهم سبحانه استعطافاً لهم لئلا ييأسوا من روح الله على عادة منه في رحمته لعباده ورأفته بهم بقوله تعالى عاطفاً على ما تقديره : فلو أنهم كفوا عن هذه الجرائم العظائم لاضمحلت صغائرهم فلم تكن{[26820]} لهم سيئات : { ولو أن } ولما كان الضلال من العالم أقبح ، قال : { أهل الكتاب } أي{[26821]} الفريقين منهم .
ولما كان الإيمان أساس جميع الأعمال ، قدمه إعلاماً بأنه لا نجاة{[26822]} لأحد إلا بتصديق محمد صلى الله عليه وسلم . هذا مع أنه حقيق باشتداد العناية به{[26823]} لمبالغتهم في كتمان ما عندهم منه صلى الله عليه وسلم فقال : { آمنوا } أي بهذا النبي الكريم وما أنزل إليه من هذا الهدى { واتقوا } أي ما هددوا به في كتابهم على ترك الإيمان به على حسب ما دعاهم إليه كتابهم كما في قصة إسماعيل وغيرها إلى أن كان آخر ما فارقهم عليه موسى عليه السلام{[26824]} في آخر كتابهم التصريح بنبوته عليه السلام{[26825]} والإشارة إلى أن اتباعه أحق من اتباعه فقال : جاء ربنا من سيناء ؛ وشرق{[26826]} من ساعير ، وتبدّى من جبال فاران ، فأضاف الرب إليهم ، وجعل الإتيان من جبال فاران - التي هي مكة ، لا نزاع لهم في ذلك - تبدياً وظهوراً أي لاخفاء به بوجه ، ولا ظهور أتم منه { لكفّرنا } وأشار إلى{[26827]} عظيم جرأتهم{[26828]} بمظهر العظمة { عنهم سيئاتهم } أي التي ارتكبوها قبل مجيئه وهي{[26829]} مما يسوء ، أي يشتد تنكر النفس له{[26830]} أو تكرّهها ، وأشار إلى سعة رحمته وأنها لا تضيق عن شيء أراده بمظهر العظمة فقال : { ولأدخلناهم } أي بعد الموت { جنات النعيم * } أي بدل ما هم فيه من هذا الشقاء الذي لا يدانيه شقاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.