تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَوۡ أَنَّ أَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَكَفَّرۡنَا عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡ وَلَأَدۡخَلۡنَٰهُمۡ جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ} (65)

وقوله تعالى : { ولو أن أهل الكتاب ءامنوا /133-ب/ واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم } عامل الله عز وجل خلقه معاملة أكرم الأكرمين حين وعد لهم المغفرة وتكفير ما ارتكبوا في حال الكفر قولهم في الله من القبيح الوحش ، لو آمنوا ، واتقوا الذي قالوا في الله ، وهو كما قال الله : { إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف } [ الأنفال : 38 ] ، والله أعلم : إنه إن تاب ، ورجع عن صنيعه ، يرجع عن جميع ما كان منه ، ويندم على ذلك ، ويتمنى أن يكون ما كان منه في تلك الحال من الشر خيرا . فهو كقوله تعالى : { فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات } [ الفرقان : 70 ] لأنهم يندمون على تلك السيئات التي كانت منهم ، ويتمنون أن يكون الذي كان منهم في تلك الحال خيرا لا شرا .