نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{هَٰذَا نُزُلُهُمۡ يَوۡمَ ٱلدِّينِ} (56)

ولما كان كأنه قيل : هذا عذابهم كله ، قيل تهكماً بهم ونكاية لهم : { هذا نزلهم } أي ما يعد لهم أول قدومهم مكان ما يعد للضيف أول حلوله كرامة له { يوم الدين * } أي الجزاء الذي هو حكمة القيامة ، وإذا كان هذا نزلهم فما ظنك بما يأتي بعده على طريق من يعتني به فما ظنك بما يكون لمن{[62159]} هو أغنى منهم من المعاندين وهو في طريق التهكم مثل قول أبي الشعراء الضبي :

وكنا إذا الجبار{[62160]} بالسيف{[62161]} ضافنا *** جعلنا القنا والمرهفات له نزلا


[62159]:- زيد من ظ والبحر المحيط.
[62160]:- من ظ، وفي الأصل: ما الجار.
[62161]:- في البحر: بالجيش.